هل تنحصر وظيفة اللغة في تحقيق التكيف بين الفرد والمجتمع؟

ثقافة قلم
المؤلف ثقافة قلم
تاريخ النشر
آخر تحديث

 هل تنحصر وظيفة اللغة في تحقيق التكيف بين الفرد والمجتمع؟ مقالة جدلية حول وظائف اللغة باك 2024 2025 

اهلا مرحباً بكم طلاب وطالبات bac 2025 في صفحة ثقافة قلم التعليمية يسرنا بزيارتكم أن نطرح عليكم مقالة فلسفية حول مقالة وظائف اللغة خاصة بتلاميذ السنة الثالثة ثانوي شعبة اداب وفلسفة 2024 2025 بمنهجية صحيحة بطريقة جدلية وهي كالتالي 

نص السؤال الفلسفي // هل تنحصر وظيفة اللغة في تحقيق التكيف بين الفرد والمجتمع؟

الجواب النموذجي 

المقدمـة وهي طرح المشكلة : يقوم الإنسان بسلوكيات متنوعة من بينها ما يعرف بالسلوكيات الذهنية كعملية الإدراك مثلا والتذكر والتخيل ...الخ . غير أن هذه السلوكات لا تتم إلا باللغة وأيضا لا تُنقل من فرد إلى آخر إلا بها . من هذا المنطلق كانت اللغة خاصية إنسانية وأداة للتواصل والتفاهم بين أفراد المجتمع الواحد ومنه ، فاللغة بهذا المعنى هي كل وسيلة للتعبير مثل تبادل المشاعر والأفكار ، غير أن الفلاسفة اختلفوا في ما بينهم حول ما إذا كانت تنحصر في غاية التكيف بين الفرد والمجتمع ، أم لها غاية أخرى . هذا ما دفعنا إلى طرح السؤال التالي :هل الوظيفة المثلى للغة تنحصر في كونها أداة تواصل بين الفرد ومحيطه ؟ بمعنى أخر هل معنى ذلك أن وظيفتها تهدف إلى تحقيق التكيف بين الفرد والمجتمع ، أم يمكنها أن تتعدى إلى وظائف أخرى ؟

ثانياً محاولة حل المشكلة :

الاطروحة الاولى : ينطلق أنصار هذا الموقف من مسلمة مفادها أن اللغة تؤدي وظيفة اجتماعية بناء على الأدلة التالية : إن اللغة جعلت أداة للتواصل والتفاهم وتبادل الأفكار بين أفراد المجتمع . فكثيرا ما تتناقل المشاعر بين أفراد المجتمع أثناء الحوار . فقد يُشارك الناس بعضهم البعض الأفراح أو الأحزان ، فوجود اللغة المشتركة عامل أساسي من عوامل تماسك المجتمع ، كما تعد هي كعامل يساعد الفرد على التكيف حتى يتلاءم مع عادات وتقاليد ومعتقدات ونوع ثقافة مجتمعه ، كما تعد عامل أساسي في المحافظة على التراث عبر الأجيال عن طريق نقل الأفكار أي نقل أفكار جيل سابق بجيل لاحق .كما أن العلاقة اللغوية الحرة القائمة بين البشر تمكًن كل فرد من التعبير عما يشاء وليس عما تمليه عليه الظروف الخارجية التي قد يواجهها بالضرورة ، كما يمكنه أيضا أن يُفضًل السكوت . وهكذا يتبيًن لنا انه لا توجد ظاهرة لغوية حقيقية في غياب تواصل حقيقي ، ولا جدل ولا محادثة أو تبادل لغوي في غياب القدرة على الاستجابة اللغوية للرسالة اللغوية المُتلقاة ، وإذا نظرنا إلى الوظائف التي تؤديها اللغة البشرية مجملة سوف نقتنع أكثر بأنه لا مجال لإنكار كونها الفصل النوعي للبشر . وبالتالي تعبر عن أغراضهم المختلفة ، هو الأمر الذي جعل منها وظيفة تواصل بين الفرد وجماعته .

النقد والمناقشة : لكن من الملاحظ أن حصر اللغة في وظيفة التواصل دون سواها وصف قاتل لحقيقتها ، فإذا كانت الغاية الأولى للغة التخاطب وتبادلية الأفكار بين الجمهور . هذا لا يلغي بقية الوظائف الأخرى . وإلا أصبحت اللغة آلة مقيدة لا تميزها الحرية . فقد يمكن وان نستعمل اللغة لأغراض نفعية مثلا : كالتعبير عن الجوع أو العطش أو الألم أو الفرح الشديد .

نقيض الاطروحة : يتصور أصحاب هذا الطرح أن للغة وظائف أخرى . كالوظيفة النفسية والفكرية معتمدين على جملة من الأدلة والبراهين منها :أن اللغة تعبر عن مشاعرنا وعواطفنا ، وقد يتم التعبير عن مختلف هذه الحالات بوسائل طبيعية مثل التعبير عن طريق الصراخ –البكاء –أو حركة اليد أو يكون التعبير عن طريق التغيرات الفيزيولوجية كاحمرار الوجه أو اصفراره ، وقد نجد هذا النوع من التعبير بخاصة عند الأطفال أو عند من هم بدائيين ، كما قد يكون عند بعض من ذوي الاحتياجات الخاصة ، كالصم والبكم . كما أن التعبير عن ما يجوب في أنفسنا، قد يتم عن طريق كلمات أو جمل نكون قد اكتسبتاها من الجماعة عن طريق التعلم أو التربية هذا وقد يُقال أن اللغة نسق من الرموز تُجرد الواقع المادي في مختلف الكلمات التي تحمل في طياتها معنى ودلالة كما تعطي للفرد القدرة على التهرُب من ضغوطات الحياة اليومية والانفلات من الواقع ولا يتم ذلك إلا من خلال ما قد يتخيل الفرد في القصص والحكايات أو أحلام اليقظة ، وهو ما يُعرف بالوظيفة التخيلية للغة ومن هذا المنطلق قد نحكم أن اللغة أداة الارتقاء من التفكير الحسي إلى المجرد . إن اللغة تنقل المعلومات إلى الآخرين سواء كانت في صورة أحداث سياسية أو اجتماعية أو طبيعية وهو ما نلاحظه في العمل الذي تقوم به الصحافة يوميا سواء المكتوبة أو المسموعة للتأثير على المجتمع اجمع وتوجيه الرأي العام . كما قد تعكس صورة الفردخلال القيم والمواقف .

النقد والمناقشة : لكن ما يعاب على أصحاب هذا الموقف هو انه في حقيقة الأمر مازلت المشكلات قائمة مادام كل تصور مبني على حججه ، ولكن إذا تصورنا وظيفة اللغة بهذه الصورة فهذا لا يمنع الوظيفة الاجتماعية لها ، لان الفرد يملك مشاعر وعواطف وأفكار لا تستقل في طبيعتها عن الآخر . وإذا كان الإنسان عن طريقها يعبر عن ما بداخله ، فهي أيضا تشكل النسيج الذي يتحكم في الوظائف العقلية ومن أبرزها الذاكرة ، التخيل الإدراك . إذ هي وسيلة أساسية في سير كل العمليات العقلية المختلفة من تحليل وتركيب ومقارنة .

التركيب : وعموما إذا كانت اللغة هي ذاتها الفكر ، فهي تسبغ الفكر بصبغة اجتماعية موضوعية تنقله من طابعه الانفعالي الذاتي ، ليصير في النهاية خبرة إنسانية قابلة للتحليل والتركيب والفهم والانتقال بين الناس ولعل الرأي الصحيح هو الذي يرى أن حقيقة اللغة حقيقة واحدة ، ذلك لكونها خاصية إنسانية ،ولا يمكن أن يتعامل بها غير الإنسان . لذا قد تكون وظائفها متعددة بتعدد أغراض الإنسان وحاجياته .

الخاتمة وهي حل المشكلة : 

الخاتمة : وأخيرا يمكننا أن نستنتج مما سبق ذكره في مقالنا أن اللغة لا تؤدي وظيفة واحدة ، بل وظائفها متعددة كالوظيفة النفعية ، الشخصية ، التفاعلية ، الاستكشافية ، الإخبارية ، الرمزية ، التخيلية ، التنظيمية ويمنك تلخيصها في الوظيفة الاجتماعية والنفسية العقلية .إن الحديث عن اللغة هو في الحقيقة حديث عن الإنسان فهي خاصته التي تميزه مما يبدو في عالم الحيوان من إرهاصات بدائية للتواصل ، ليس فقط لكون هذه الإرهاصات غريزية بيولوجية ، بل لخلوها من الطابع الفكري ، الذي هو عند الإنسان من التعقيد بحيث يصعب فصله عن اللغة ذاتها ويبقى التواصل فضلا عن الوظائف البيولوجية والنفسية والاجتماعية أبرز ما تحققه اللغة كغاية كبرى حفظت  وما تزال تحفظ  للإنسانية تراثها الثقافي والحضاري على مر العصور.

تعليقات

عدد التعليقات : 0