هل يمكن فصل العلم عن الفلسفة أو الفصل بين الفلسفة والعلم
هل يمكن الفصل بين العلم و الفلسفة؟
مقالة فلسفية باك 2024 2025 تحليل نص هل يمكن فصل العلم عن الفلسفة أو الفصل بين الفلسفة والعلم موقع ثقافة قلم التعليمي يقدمو لكم طلابنا الاعزاء تحليل نص السؤال الفلسفي هل يمكن فصل العلم عن الفلسفة أو الفصل بين الفلسفة والعلم
الإجابة الصحيحة هي
الفصل بين العلم والفلسفة
1.طرح المشكلة:منذ الأزل، عبَرَ التفكير الإنساني محطات جعلته يتنامى و يتطور، كانت انطلاقته مع الحضارات الشرقية التي تميز فيها بالطابع الخرافي الساذج، انتقالاً إلى الحضارات اليونانية التي اشتملت على مبدأ التفكير الواقعي هروباً من الخرافات و اللامنطقي و الذي أطلق عليه اسم الفلسفة استناداً على ماجاء به لسان أفلاطون و هذه الكلمة تعني حب الحكمة بالاغريقية لا احتكارها و تدرس الظواهر الميتافيزيقية اللاملموسة و اللامرئية و تنتهج المنهج التجريدي العقلي التأملي وفي ظل هذا التطورو مع مرور الزمن، ظهر للفلسفة ربيب سمي بالعلم: يدرس الظواهر الفيزيقية الملموسة المرئية و ينتهج المنهج التجريبي، و لكن اختلف الفلاسفة و المفكرين و كذا العلماء حول طبيعة العلاقة بين هذين المصطلحين و منه نطرح الإشكال التالي: هل بإمكان العقل البشري أن يفصل بين أم العلوم الفلسفة و وليدها العلم؟
2. محاولة حل المشكلة:الموقف الأول: يرى بعض الفلاسفة من بينهم أفلاطون أن الفصل بين الفكر الميتافيزيقي و الفكر الفيزيقي ما هو إلا ضرب من الجنون بحكم أن الفلسفة الركيزة التي يستند عليها العلم فلولا الفلسفة ما كان للعلم اليوم من ظهور، و لتبرير موقفهم استدلوا بجملة من الادلة و البراهين
الحجج:باعتبار أن الفلسفة تدرس الظواهر الروحية و النفسية باستخدام المنهج التجريدي، ظهر العلم الذي حمل على عاتقه دراسة الظواهر الطبيعية و كأنه أبى أن يجعل من الاْم تتحمل العبء لوحدها فعمل العلماء على مبدأالتجربة لِما كان معضلة صعبة التفسير من قبل الفلاسفة فربّت العلم على الفلسفة و تكاتف الأول بالاخر كل حسب مبادئه و عقائده فظهرت التكنولوجيا الحديثة، و هي نتاج هذين العملاقين.
النقد:فعلا إن العلاقة التي تربط العلم بالفلسفة جد متناسقة و متكاملة بحكم أن العلم وليد الفلسفة و لكن يمكن الفصل بينهما لاختلاف المذاهب و المناج و الظواهر المدروسة.
الموقف الثاني:يرى بعضالفلاسفة أمثال ابن خلدون بأن فصل الفلسفة عن العلم أمر بديهي بحكم أن الفكر الميتافيزيقي يختلف عن العلم في جميع النواحي فهي تهتم بالاملموس و الفكر الانساني و ما وراء الطبيعة، و كذا الجانب العملي العلمي و لتبرير موقفهم استدلوا بجملة من الادلة و البراهين
:الحجج:من الناحية الفلسفية، نلمس الجانب الروحي و العقائدي و فطرة التأمل و تحديد ماهية الأشياء و التي تختلف إختلافاً كبيراً بل و تنحرف بزاوية منفرجة عما نلمسه من الناحية العلمية في الجانب التجريبي العملي و الذي انحاز بدراسة معمقة ليس لماهية الشيء و إنما كيف كان و عما سيكون و ماذا سيترتب عنه، ذلك لا يكون إلا عن طريق التجربة فأساس العلم التجربة و أساس الفلسفة التعريف.فكما قال أحد الفاسفة:"كل ما هو موجود يكون و "اللاموجود لا يكون
النقد:فعلا لا يمكن الفصل بين العلم و الفلسفة بحكم أنهما مختلفين لكن هذا لا يدفع الانسان إلى انكار العلاقة التي تربطهما فهما متكاملين مكمّلين لبعضهما.
التركيب:إن علاقة الاتصال التي تميزت في الموقف الاول بين كل من العلم و الفلسفة أبرزت معالم الاتحاد و التجانس الفكري العقلي و العلمي بين الفلاسفة و العلماء مثال على ذلك أن أفلاطون كان فيلسوفا و رياضياتيا فالرياضيات ظهرت في عصر الفلسفة بين طاليس و فيتاغورس و هي الان علم من العلوم التي ساهمت في رقيّ الحضارة و النهضة الفكرية و العلمية. بينما نلمس في الموقف الثاني البعد الواضح بين الفكر الفيزيقي و الميتافيزيقي من ناحية دراسة كل منهما للأشياء ، فالعلم الذي قام على أساس التجربة درس الظواهر الطبيعية كالزلازل و البراكين و تشكل السحاب إلا أن الفلسفة و التي قامت على أساس تعريف ماهية الشيء و أصله عمدت إلى دراسة الظواهر الغيبية الروحية و النفسية كالموت .....
3.حل المشكلة:العلم و الفلسفة هما السبيل الوحيد لتحصيل المعرفة و إبراز الحقيقة و كشف اللبس و الغموض عما حير العقل لعدة عقود و كلاهما ساهم في النهضة و ظهور التكنولوجيا التي وفرت وسائل الترفيه و البحث العلمي للانسان ، فالعلم ربيب الفلسفة فكما قال هيقل بعبارته الشهيرة: "كل ما هو عقلي واقعي و كل ماهو واقعي عقلي".